الاذكار في السجود المستحب والمأسورة
الاذكار في السجود المستحب والمأسورة
الفَرْعُ الأول: ما يُسَنُّ قولُه مِن الأذكارِ
ورَدَتْ عدَّةُ صِيَغٍ للذِّكرِ في السُّجودِ، منها:
قولُ: سُبحانَ ربِّيَ الأعلى
عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ تقبلَ اللهُ عنهما صرح: ((بِتُّ عند خالتي ميمونةَ، أفاد: فانتبَهَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ بالأعلى وسلَّم مِن اللَّيلِ، فذكَرَ الحديثَ، قال: ثم ركَعَ، قال: فرأَيْتُه قال في ركوعِه: سُبحانَ ربِّيَ العظيمِ، ثم رفَعَ رأسَه فحمِدَ اللهَ ما شاءَ اللهُ أن يحمَدَه، أفاد: ثم سجَدَ، أفاد: فكان يقولُ في سُجودِه: سُبحانَ ربِّيَ الأعلى، قال: ثم رفَعَ رأسَه، أفاد: فكان يقولُ فيما بين السَّجدتينِ: ربِّ اغفِرْ لي، وارحَمْني، ضروريُرْني، وارفَعْني، وارزُقْني، واهدِني )) (1) .
قولُ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، ربُّ الملائكةِ والرُّوحِ
عائشةَ رضيَ اللهُ عنه: ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ بالأعلى وسلَّم كان يقولُ في ركوعِه وسُجودِه، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، ربُّ الملائكةِ والرُّوحِ )) (2) .
قولُ: سُبحانَك اللهمَّ ربَّنا وبحمدِك، اللهمَّ اغفِرْ لي
فعن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها صرحت: ((كان النبيُّ صلَّى اللهُ بالأعلى وسلَّم يُكثِرُ أنْ يقولَ في ركوعِه وسجودِه: سُبحانَكَ اللهمَّ ربَّنا وبحمدِك، اللهمَّ اغفِرْ لي، يتأوَّلُ القُرآنَ )) (3) .
قولُ: اللهمَّ لك سجَدْتُ، وبك آمَنْتُ، ولك أسلَمْتُ، سجَد وجهي للذي خَلَقَه وصوَّرَه، وشَقَّ سَمْعَه وبصَرَه، تبارَكَ اللهُ أحسَنُ الخالقينَ
فعن عليِّ بنِ أبوي طالبٍ وافقَ اللهُ عنه، عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ أعلاه وسلَّم أنَّه: ((إذا سجَد أفاد: اللهمَّ لك سجَدْتُ، وبك آمَنْتُ، ولك أسلَمْتُ، سجَد وجهي للذي خَلَقَه وصوَّرَه، وشقَّ سَمْعَه وبصَرَه، تبارَكَ اللهُ أحسَنُ الخالقينَ، ثم يكونُ مِن آخِرِ ما يقولُ بين التشهُّدِ والتَّسليمِ: اللهمَّ اغفِرْ لي ما قدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسرَرْتُ وما أعلَنْتُ، وما أسرَفْتُ، وما أنتَ أعلَمُ به منِّي، أنتَ المُقدِّمُ وأنتَ المُؤخِّرُ، لا إلهَ إلَّا أنتُ )) (4) .
الفَرْعُ الثاني: استحبابُ الدُّعاءِ في السُّجودِ، وعدد محدود منُ الأدعيةِ المأثورةِ
أوَّلًا: يُستحَبُّ الدُّعاءُ في السُّجودِ
فعن أبوي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه، أفاد: أفاد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ فوقه وسلَّم: ((رضيَبُ ما يكونُ العبدُ مِن ربِّه وهو ساجدٌ؛ فأكثِروا الدُّعاءَ )) (5) .
ثانيًا: مِن الأدعيةِ المأثورةِ في السُّجودِ
1- اللهمَّ اغفِرْ لي ذَنْبي كلَّه؛ دِقَّه وجِلَّه، وأوَّلَه وآخِرَه، وعلانيَتَه وسِرَّه.
فعن أبوي هُرَيرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقولُ في سجودِه: ((اللهمَّ اغفِرْ لي ذَنْبي كلَّه؛ دِقَّه وجِلَّه، وأوَّلَه وآخِرَه، وعلانيتَه وسِرَّه )) (6) .
2- اللهمَّ اغفِرْ لي ما أسرَرْتُ وما أعلَنْتُ.
فعن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها قالت: فقَدْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ أعلاه وسلَّم مِن مضجَعِه فجعَلْتُ ألتمِسُه، وتوهمَنْتُ أنَّه أتى عدد مقيد منَ جَوَارِيه، فوقَعَتْ يدي عليه وهو ساجدٌ وهو يقولُ: ((اللهمَّ اغفِرْ لي ما أسرَرْتُ وما أعلَنْتُ)) (7) .
3- اللهمَّ اجعَلْ في قلبي نورًا، وفي سَمْعي نورًا، وفي بصَري نورًا، وعن يميني نورًا، وعن شِمالي نوًرا، وأمامي نورًا، وخَلْفي نورًا، وفَوْقي نورًا، وتحتي نورًا، واجعَلْ لي نورًا.
فعنِ ابنِ عبَّاسٍ، قال: بِتُّ في بيتِ خالتي ميمونةَ، فبقِيتُ كيف يُصلِّي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم،… حتّى صرح ابنُ عبَّاسٍ:… فجعَلَ يقولُ في علاقاتِه، أو في سجودِه: ((اللهمَّ اجعَلْ في مهجتي نورًا، وفي سَمْعي نورًا، وفي بصَري نورًا، وعن يميني نورًا، وعن شِمالي نورًا، وأمامي نورًا، وخَلْفي نورًا، وفَوْقي نورًا، وتحتي نورًا، واجعَلْ لي نورًا))، أو أفاد: ((واجعَلْني نورًا)) (8) .
4- اللهمَّ أعوذُ برضاكَ مِن سَخَطِكَ، وبمُعافاتِكَ مِن عقوبتِك، وأعوذُ بك منك، لا أُحصي ثَناءً عليك، أنتَ كما أثنَيْتَ على نفسِكَ.
فعن عائشةَ، أفادت: فقَدْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ أعلاه وسلَّم ليلةً مِن الفِراشِ، فالتمَسْتُه، فوقَعَتْ يدي على بطنِ قدمَيْهِ وهو في المسجدِ وهما منصوبتانِ، وهو يقولُ: ((اللهمَّ أعوذُ برضاكَ مِن سَخَطِكَ، وبمُعافاتِكَ مِن عقوبتِك، وأعوذُ بك منك لا أُحصي ثَناءً عليك، أنتَ كما أثنَيْتَ على نفسِكَ )) (9) .